رسالة الى كل الحشديات التقدميات و الحشديين التقدميين

إلى الرفيقات و الرفاق في اللجنة المركزية
لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية

تحية نضالية عالية لعموم المناضلات و المناضلين
لقد فكرت مليا قبل أن أبعث إليكم برسالتي هذه، و كان الدافع الأساسي إلى كتابتها هو النقاش الذي خضنا فيه منذ الدورة الأولى للجنة المركزية، و قررت بناء عليه أن أبلور موقفي بعد مراجعة موضوعية و عقلانية لكل الأحداث و الوقائع التي تلت المؤتمر.
رفيقاتي رفاقي
إن ما سأقوله ليس صراعا ضد رفاق أو رفيقات داخل المكتب الوطني أو اللجنة المركزية ، بل نقد سيكون الهدف منه هو المساهمة في إعادة بناء التنظيم التقدمي الذي نصبو إليه ، في محاولة لتشريح مكامن الخلل و الدفع إلى التفكير في حل لما تعيشه حشدت اليوم.
لقد كنت منذ نقاش التقريرين الأدبي و المالي ، أعتبر أن الأزمة هي أزمة تركيبة غير منسجمة داخل المكتب الوطني ، و كان الحد الأدنى آنذاك لدي هو الالتزامات التي تقدم بها الرفيق الكاتب العام عند ترشحه ، و مدى أجرأته للأولويات التي حددها ، و للأسف رغم أن مدة 7 أشهر لم تكن بالهينة إلا أنه لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. و قد كان النقاش صحيا لو لم يتم اختراقه، وتغيير منحاه إلى وجهة لا دخل لنا بها داخل الشبيبة. بل أيضا تم إقحام تنظيمنا في صراعات شخصية ، نقابية ، تياراتية و حزبية تسيء إلى التاريخ النضالي لحشدت و التنوع و التعدد و الوحدة التي تميزها ، و تسيء أيضا إلى وثيقة مرجعية مثلت أمال و طموحات مجموعة من المناضلات و المناضلين ، هذه الأخيرة التي تعتبر التعاقد الأخلاقي و السياسي الوحيد الذي يربطنا بهم ( و ليس أي تعاقد آخر كيفما كان نوعه أو منطقه بين أعضاء المكتب الوطني – حسب تصريح الرفيق البقالي عند تقديم مقترح لائحة 15 عضوا - ، و هو تعاقد لا يلزمنا كأعضاء هيئة تنفيذية تستمد شرعيتها من المؤتمر و مقرراته ) .
رفيقاتي رفاقي
إننا نعيش أزمة حقيقية تنخر جسمنا الشبيبي ، أقولها و أنا جد مقتنع في الوقت نفسه أنها تتجاوزنا كشبيبة ، إنها أزمة الحزب أولا ، باعتباره ألقى بنقاشاته - بوعي أو غير وعي- علينا ، و كنت شخصيا إلى آخر لحظة أثق بالشباب كمكون مستقل يلتقط الإشارات السياسية بشكل أسرع ، وفق ما يتطلبه موقعه الطبقي و السياسي . و مع العدد المحترم من التجميدات و الاستقالات التي توصل بها المكتب السياسي للحزب ، و النقاشات المحلية و الوطنية و الرسائل التي بعث بها مناضلين لا يستهان بتاريخهم و كفاءتهم النضالية ، أصبح من الواضح و الملموس أن تجربة - كان ينبغي منها أن تستفيد من تراكمها النضالي و من تنوعها السياسي - تعيش أزمة داخلية . و لذلك فعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته التاريخية فيما يقع ، فالتنظيم الذي لم يحسم معركته الداخلية لن يكون مؤهلا لخوض معركته مع النظام.
و لذلك فإننا كشباب، و كطاقات تجدد الحزب و تمثل ضميره الحي، يجب أن نحسم معركتنا الداخلية، و أن نعرف جيدا كيف ندبر اختلافاتنا، لنعطي درسا في الحفاظ على الوحدة و التعدد و استثمارهما لصالح التنظيم أولا و أخيرا.

رفيقاتي رفاقي
إن تأسيس الفروع و هيكلة الجهات بالشكل الترقيعي الذي تم الاشتغال به ، ومحاولة ذر الرماد في العيون و نكران الأزمة و تبعاتها ، لن يكون في مصلحة التنظيم بالبت و المطلق ، و إن كانت فروع ستؤسس على هذا المنوال ففروع أخرى ستجمد لا محالة في غياب وضوح كافي مع مناضليها ، و إذ ذاك فإننا لسنا على استعداد جميعا لنخسر أيا من مكوناتنا القيادية أو القاعدية ، في محاولة لبناء تراكم حقيقي على الأقل من المؤتمر إلى الآن.
إنني أظن أنه في غياب إرادة سياسية حقيقية لدى كافة الأطراف (خاصة المكتب الوطني ) ، في إعادة انتخاب مكتب وطني يستطيع بالفعل بمعية الكاتب الوطني أن يدبر المرحلة بصعوباتها الداخلية ( التنظيمية و الإيديولوجية ) أو الخارجية ( الوضع الاجتماعي و السياسي ) ، لن نكون في مستوى ثقة المؤتمرات و المؤتمرين ، و لن يرحمنا التاريخ على تأزيم تنظيم ضحى من أجله العديد من المناضلين.
و لذلك و لكل ما سلف ، أجمد عضويتي من اللجنة المركزية لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية إلى حين وضوح الرؤية و توفر جو أكثر ملائمة للنقاش بكل وضوح و مسؤولية ، و أعتذر من كل الرفيقات و الرفاق على حدة نقاشي و أكرر أنني لا أكن للأشخاص إلا كل التقدير و الاحترام بمن فيهم من أتحفظ عليهم شخصيا ، كما أعتذر لعموم المناضلات و المناضلين الذي وضعوا ثقتهم في ، و أعدهم أننا على درب النضال سائرون مهما كلفنا الأمر.
و دامت حشدت مناضلة مكافحة و مستقلة
سعيد الكامل
عضو اللجنة المركزية